فضائياتنا في الميزان


بقلم – حسين مطاوع

 

شاهدت قدرًا على برنامج اليوتيوب مناظرة على إحدى القنوات السودانية طرفاها الداعية السلفي السوداني البارز الشيخ مزمل فقيري، والطرف الآخر شيخ الطريقة التيجانية الصوفية أحمد داود، وكان موضوع المناظرة حول مؤتمر الشيشان للطرق الصوفية العام الماضي، والذى أخرج المشاركون فيه من الصوفية السلفيين من مسمى أهل السنة والجماعة بسبب الخلط الحادث في التفريق بين السلفيين الحقيقيين وغيرهم من الجماعات المتطرفة، وكانت الحجة عند المشاركين بالمؤتمر في إخراجهم السلفيين من أهل السنة هي التشدد والتطرف وبعض الشبهات العقدية الكاذبة المفتراة على شيخ الإسلام بن تيمية والتي يتوارثها الصوفية عبر الأزمان ويرددونها بلا وعى ولا فهم.

 

وليس هذا ما لفت نظري في المناظرة لأن شبهات الصوفية هي من خيوط العنكبوت والطفل من أهل السنة يستطيع بفضل الله بلا أدنى تعب أن يدحضها ويبطلها؛ وهذا ما حدث بالفعل من الشيخ مزمل فقيري، الذى أبطل كل هذه الشبهات وأبلى بلاءًا حسنًا في نشر المنهج السلفي الصحيح مما أدى  لهزيمة الشيخ الصوفي شر هزيمة .

 

لكن ما لفت انتباهي حقيقة في هذه المناظرة ما يلي :

 

أولاً :
الحضور الغير عادي والحياد والثقافة التي تمتع بهم المذيع السوداني الذي أدار الحوار، وجعله الفرص بين المتناظرين متساوية، وعدم تعصبه لرأي دون آخر ولا لمتناظر دون غيره بل إن الاثنين عنده سواء، وهذا على عكس ما يحدث تمامًا في إعلامنا حيث تجد المذيع لا يستضيف إلا من يتحدث عن توجهاته هو، وعما يريده هو، وإن حدث وكان أحد الضيوف على غير ما أراد فالمقاطعة وعلو الصوت والتشويش حتى يخرج الضيف عمدًا عن شعوره وينسحب فيظهره الإعلام بمظهر الضعيف عديم الحجة المتشدد بالرغم من أنه لم يسمح له أن يقول شيئا أصلا، وهذا أمر مشاهد في جميع القنوات المصرية بلا استثناء !

 

فمن كل قلبي وبكل إنصاف تحية لهذا الإعلامي السوداني الذي نتمنى بالفعل أن يحذوا إعلاميونا حذوه بدلا من هذه الفوضى التي نراها فتغثى بها نفوسنا وترهق بها أسماعنا .

 

ثانيًا: 

التزام الضيوف التزامًا كاملاً بقوانين المناظرة وعدم تشويش أي منهما على الآخر، وإذا تكلم أحدهما أنصت له الآخر حتى ينتهى ثم يأتى دوره فيتكلم دون أن يقاطعه الآخر وهكذا، وفي الحقيقة هذا الالتزام من الضيوف نتيجة لالتزام المذيع ذاته وهذا مما نحمده لهم.


وأخيرًا :

- نتمنى أن نرى إعلاما منصفا غير إقصائي.

 

- نتمنى أن نرى عندنا الإعلامي المثقف المنصف الذي يحترم عقول مشاهديه فلا يبث لهم ما يثير غثيانهم ويكون سببًا لنفورهم من الإعلام كله.

 

- نتمنى أن يعلم كل إعلامي أنه في مكان خطير فالواجب عليه أن يتق الله في من يشاهدونه وألا يكون مليء برنامجه بأي شيء كان حسنًا أم سيئًا هو هدفه، بل يضع نصب عينيه رضا الله أولا ثم المصلحة العامة في ما يبثه للناس .

 

نسأل الله أن يصلح أحوالنا ويوفقنا لما فيه الخير لنا ولبلادنا .

اقرأ المزيد

المملكة العربية السعودية.. عَمِيْلَةٌ لمن؟

بكل صراحة... أنا رجل كثير الشك، دائم التفكير، شديد الفضول، مستمر التحليل والتركيب والربط والمقارنة

الاعتصام بالله وبذل الأسباب.. أسس شرعية وأصول مرعية لمواجهة "كورونا"

يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،

ثورة الجرابيع.. مؤامرة التفكيك من الداخل!

لم تعد الحرب في الوقت الراهن حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات كما كانت من قبل

الإرهاب وطرق المواجهة

تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر

التعامل مع الطلاب في أول يوم دراسي .. كيف يكون؟

يشد بنا الحديث عن أهم يوم من ايام التعليم عند جميع الطلاب والطالبات ..

علماء حاربوا الإرهاب منذ زمن

إن الجهود التي قام بها علماء الإسلام ودعاة السنة لنصرة دين الله عزوجل كثيرة لا يكاد يحصيها بشر

تعليقات


آخر الأخبار