سيد قطب من الإلحاد إلى التكفير

بقلم – حسين مطاوع
لم يمر الإسلام عبر عصوره بمحن كالتي يمر بها منذ ابتلي بجماعة الإخوان التي فرقت المسلمين وزرعت فيهم الفرقة والشقاق والعصبية، ولم يناله من أذى كما ناله من رجلين كانا سببًا مباشرًا في ما فيه المسلمون وبلدانهم من عدم استقرار وفوضى وحزبيات بغيضة وتكفير وتفجير؛ وكله تحت مسمى الدين وعودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية!
فالأول: حسن البنا الذى أسس الجماعة فى عام 1928 بأموال بريطانية وهو ما لا يخفى على أحد؛ وبدأ يضع منهجًا يسير عليه أتباعه وبدأ يدخل فى صدامات مع الدولة (المملكة حينذاك) تارة، ويداهنهم لينال كسب سياسي تارة، حتى انتهى الأمر بمقتله.
والثاني وهو محل حديثنا: سيد قطب (أيقونة التكفير وأبو التكفيريين في عصرنا الحديث)، وهذا الرجل الذى يسير على نهجه وطريقه الآن جميع الجماعات التكفيرية بلا استثناء، فمن هو سيد قطب؟، وما كان عمله قبل أن يتكلم فى الإسلام؟، وهل تلقى العلم الشرعى عند أهله أم مجرد قراءات قرأها وفهمها كما أراد هو؟، ومن كان له السبق فى كشف ضلالاته وتعريف المسلمين بها؟.
سيد قطب لمن لا يعرفه ولد سنة ١٩٠٦م، و في سنة ١٩٣٣م ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺸﻬﺎﺩة ﻣﻌﻠﻢ ﺗﺮﺑﻮﻱ؛ وبالتالى فهو ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺷﺮعية ﺑﻞ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ!!، كان يهوى الكتابة ويمارسها؛ ففي عام ١٩٣٤ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎﻝ (اﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ) ﻳﺪﻋﻢ ﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ، وفي عام ١٩٤٣ ﻧﺸﺮ مقالا بعنوان: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺻﺮﺕ ﻣﺎﺳﻮﻧﻴﺎً ﻳﻌﻠﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺳﻮﻧﻴﺘﻪ، ثم في عام ١٩٤٨ ﺍﺑﺘﻌﺚ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ فى أمريكا تحديدًا؛ ﻭﻋﺎﺩ ﻋﺎﻡ ١٩٥٠ ثم ﺭﺟﻊ ﻟﻠﻐﺮﺏ مرة أخرى ﻭﻋﺎﺩ ﻗﺒﻴﻞ ثورة ١٩٥٢، وفي عام ١٩٥٤ ﺍنضم ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍلإﺧﻮﺍﻥ ﺭﺳﻤﻴًﺎ، وبدأ يكتب في الإسلام واختار جانب الحاكمية ليكتب فيه؛ فلم يخل مؤلف للرجل إلا وتكلم في هذا الباب.
وفي عام ١٩٥٦ حوكم ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ (ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﺭﻫﺎﺏ) ﻭﻣﻜﺚ ﻣﺴﺠﻮﻧًﺎ إلى ﻋﺎﻡ ١٩٦٤م، وفي عام ١٩٦٤ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌﻔﻮ ﺭﺳﻤﻲ ﺑﻌﺪ ﺿﻐﻂ ﺩﻭﻟﻲ انتهى بالإﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ !!!!!، وفى عام ١٩٦٥ ﺗﻢ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ لضلوعه ﻓﻲ ﺟﺮﺍﺋﻢ تتعلق بالإﺭﻫﺎﺏ ﻭﺣﻜﻢ عليه ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ وكتب في السجن أشهر مؤلفاته (في ظلال القرآن) والذى يعد مرجعًا رئيسيًا عند الإخوان ودستورًا لهم، وهذا الكتاب ينضح بتكفير الأمة كلها ليس حكامها فقط.
ومن كتبه أيضًا؛ العدالة الاجتماعية، معالم في الطريق، ولماذا أعدموني؟، وكلها مع ما فيها من تطاول غير مسبوق على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها تمتليء بالفكر التكفيرى.
ومن أعماله أيضًا (خطة رد الاعتداء) وفيه وضع تصورًا كاملاً لما يجب أن يفعله الفرد الإخواني في مواجهاته مع الدولة وعند القبض عليه فعلى سبيل المثال شرح فيه كيفية ضرب أبراج الكهرباء والهجوم على السجون وحرقها وهو ما فعله الإخوان حرفيًا، كذلك عندما يتم القبض على الفرد الإخواني فعليه ألا يبدي جزعًا؛ بل يضحك في وجه سجانه حتى لا يشعره بالانتصار، وهذه أيضًا رأيناها عند القبض على أى منهم.
مات سيد قطب وعمره ٥٩ ﺳﻨﺔ تاركًا خلفه جيوشًا جرارة من أتباعه المؤمنين بأفكاره والتي تعاني منها الأمة إلى الآن.
ويبقى سؤال نسأله لأتباعه المتشدقين به المدافعين عن باطله: متى ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ؟!، ﻭﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ؟!، ﻭﻫﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ؟! ﻭﻫﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﺎﺩﻯ ﻭﻳﻮﺍﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ؟!.. حفظ الله بلادنا من كل شر وكفاها أصحاب هذه الأفكار.
اقرأ المزيد
رأينا في الأيام الماضية مروقًا خراجيًّا لعماد المبيض ودعواه "كذبًا" وهو جالس على "كنبة" سعيد الغامدي في لندن أن الدولة السعودية
الحمد لله الذي خلق الخلق أجمعين ورفع منهم من استقام على صراطه المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين
الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد
الكلمة التي ألقاها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله
الباشا الثوري محمد علي مفجر ثورة التصحيح وحامل هم الغلابة على عاتقه، الذي لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون أصلا
إن ما يشهد به ويشاهده شعب المملكة العربية السعودية والعالم أجمع من جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز