كيف سرق العثمانيون الحجر الأسود؟

لماذا يُحاولون تصوير الأمر في هذه الأيام على خلاف حقيقته؟
إعداد – فريق عمل العصملي
من غير المستغرب أن يعترف التُّرك بسرقاتهم، ويحاولوا في الوقت نفسه تجاهل السرقة وإعطاءها مسميات أخرى. لكن أن يُثيروا الأمر بتلك الطريقة الواضحة والاعتراف الصريح؛ ليس سوى تأكيد أن الأمر أصبح مفضوحًا ولا تمكن تغطيته.
في العام 1987م صدر كتاب بعنوان "فنون الترك وعمائرهم" لمؤلفه أوقطاي آصلانآبا، جاء الكتاب بصور توضيحية للمساجد التي وضعت فيها قطع الحجر الأسود المسروقة، وهي "مسجد السليمانية" نسبة لسليمان القانوني، ومسجد "صقلي باشا"، وفي أدرنة "مسجد آسكي".
ولأن الأتراك لم يرغبوا بإثارة موضوع القطع المسروقة في تلك الفترة التاريخية؛ لم يُشر المؤلف إليها، على الرغم من أنه تحدث عما هو أدق منها، وفي تفاصيل أقل أهمية من قطع الحجر الأسود، في كتاب من 442 صفحة، ولم يأتِ بصورةٍ واحدة للقطع.
وهذا يُعطي دلالةً واضحة على أنهم يعون جيدًا أن قطع الحجر الأسود مسروقة، وأن المنطق يستوجب إعادتها، كما فعل المسلمون مع القرامطة حين تجرأوا على سرقة الحجر الأسود سنة 317هـ، وبعد 22 عامًا من ضغط القوى الإسلامية والتهديد اضطر القرامطة إلى إعادته.
الآن مرت قرابة خمسة قرون منذ سرق الأتراك الحجر الأسود، والآن فقط يظهرون العناد بالحديث عن فعلتهم دون خجل أو حتى تفكير في إعادتها إلى مكانها الطبيعي، ذلك لاستنادهم على الدعم الأيديولوجي المتطرف لهم، بالسكوت والإقرار بالسرقة.
ولكي نعي حجم الجُرم والسكوت المدفوع بالأفكار بالأيديولوجية، لك أن تستعرض الكُتب التي تحدثت عن سرقة الحجر الأسود، والجرائم المماثلة التي تعرضت لها على استحياء، وتغطيتها المفضوحة على سليمان القانوني ومهندسه سنان.
عدد القطع التي أمر القانوني بسرقتها من الحجر الأسود 6، بحجم 1سم تقريبًا، وأمر بوضع 4 منها في مسجد الصدر الأعظم صقلي باشا الذي بناه المعمار سنان، وواحدة على باب مسجد السليمانية، والأخيرة في مسجد آسكي في مدينة أدرنة.
كانت حادثة سرقة الحجر الأسود جريمة مكتملة الأركان، لا تختلف عما قام به القرامطة ومن تبعهم في الاعتداء على الكعبة وحجرها بقصد السرقة أو التخريب، كما أن القانوني أمر بشكلٍ مباشر بنزع القطع في لصوصية واضحة.
والمفاجأة الأكبر أن الحجر الأسود لم يكن الشيء المقدس الوحيد الذي تعرض للسرقة من الحرم المكي في فترة احتلال الأتراك، بل إن رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم يُفاخر بأنه يلبس خاتمًا عليه قطعة من حجر مقام إبراهيم الموجود في الحرم المكي!!.
لذا يبدو أن ملف السرقات التركية للآثار التاريخية والمقدسات، ستتكشف تفاصيل أكثر منه بمرور الأيام، مثلما ظهرت حقيقة سرقة مقتنيات الحجرة النبوية والعديد من الآثار والمخطوطات.
اقرأ المزيد
"لم يقاس أهل مصر شدة مثل هذه، ولم يقع لأهلها شدة أعظم من هذه الشدة قط"؛ هكذا وصف المؤرخ المصري محمد ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور في وقائع
ظل المسلمون يرون في فتح بلاد الفرس منالاً صعبًا مقارنة بالدولة البيزنطية، إلا أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه وجه جيشًا إلى أطراف العراق بقيادة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة، لإخضاع القبائل العربية التي كانت تقيم جنوبي نهر الفرات حتى انتصر على الفرس واستولى على الحيرة والأنبار.
كان الصوفية لكل طريقة من الطرق أتباع بأعداد ضخمة تتبع تعاليم شيخها وتتوجه بتوجهه، وكثيرًا ما امتزجت الحياة الدينية والاجتماعية
كشفت المؤرخة هيام عبده مزيد عن فصول جديدة في سجل خيانة "آل عثمان" الحافل بالغدر والخيانة
في الجزء أول استعرضنا استغلال السلطان عبد الحميد الثاني النزعة الإسلامية وشعار الجامعة الإسلامية لتأمين عرشه
سلطنا الضوء في وقت سابق على فصول مخفية في تاريخ الدولة العثمانية التي أصابها الضعف بسبب التصوف والبدعة