3 ورقات إيرانية لشرعنة سلاح "حزب الله" الإرهابي

الاستحواذ على أكثرية نيابية لتمرير قانون يضفي الشرعية على ميليشياته
"حزب الله اللبناني لم يعد منظمة ثورية بل تحوّل إلى جيش قوي بعد الحرب السورية"، هكذا جاءت اعترافات اللواء يحيى صفوي، المساعد والمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، واضحة جلية.
ينطوي هذا التصريح الخطير على الكثير من الأبعاد، في مقدمتها أن هذه الميليشيات التي يديرها حسن نصر الله يلزمها دولة باعتبار أن الجيوش هي التي تدافع عن الدول؛ وعليه أصبح "حزب الله" الإرهابي جيش الدولة اللبنانية، والمدافع الأول عنها باعتبارها ولاية إيرانية تخدم نظام الولي الفقيه في إيران.
ويأتي هذا التصريح في ظل الحديث عن تسويات إقليمية تجرى على قدم وساق، ربما يكون سلاح "حزب الله" جزءًا منها، لكن تلك التسويات لا تستهدف نزع سلاح "حزب الله" بالكلية؛ وإنما ضغوط دولية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب على طاولة المفاوضات الإقليمية.
يعزز هذا أن المفاوضات الدائرة في لبنان والتي يقودها المبعوث الأمريكي ديفيد ساترفيلد، مساعد وزير الخارجية الأمريكية، تتلخص في تنازل الكيان الصهيوني عن "البلوك رقم 9" -المختلف حوله في الشريط الحدودي بينهما- لصالح لبنان، مقابل أن تسمح لبنان لسلطات الاحتلال بالاستمرار في بناء الجدار على الحدود معها، وإقناع لبنان ممارسة الضغوط على "حزب الله" وإعاقة تمدد نفوذه.
تلك الزيارة تفسر الموقف الغربي ككل من سلاح "حزب الله"، والذي مفاده توجيه بوصلة سلاح الحزب الإرهابي بعيدًا عن الكيان الصهيوني.
في المقابل يستغل العرب بقيادة السعودية الفرصة للضغط على المجتمع الدولي من أجل نزع سلاح الحزب بالكلية وتحويله إلى حزب سياسي، وهو ما أكده عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في أكثر من مناسبة.
ويتحرك النظام الإيراني و "حزب الله" الإرهابي وزعيمه في مسارين، المسار الأول: داخلي في لبنان، والآخر: خارجي في إطار الحديث عن تعديل الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
تخفيف الضغط الدولي عبر طهران لإعادة القضية إلى النقطة صفر
داخليًا في لبنان يرى "حزب الله" الإرهابي أن المنطقة مقبلة على تسوية سياسية؛ قد يكون سلاحه أحد نتائجها، لذلك يعول كثيرًا على الانتخابات النيابية المقبلة، فهو يسعى نحو الحصول على أكثرية نيابية، تفسح له المجال أمام إصدار قانون في المجلس، لشرعنة سلاحه والاحتفاظ به تحت ذريعة مقاومة الاحتلال.
أما خارجيًا، فإن التصريح الصادر في نوفمبر من العام 2017، على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، بأن سلاح الحزب غير قابل للتفاوض، يأتي في إطار الجهود الإيرانية المبذولة لتخليص "حزب الله" من النقاشات الدولية، وهذه اللهجة الإيرانية تعبر عن رسائل صريحة ومباشرة أن طهران هي المسئولة عن المفاوضات التي تجرى على نزع سلاح "حزب الله" أو تغيير بوصلته.
وتسعى طهران إلى تخفيف الضغوط الخارجية إعلاميًا وسياسيًا واقتصاديًا على الحزب، بربط مسألة سلاحه ببرنامجها الصاروخي الباليستي، وبذلك تدخل القضية ضمن حصتها في المنطقة وإدارة شئونها على مائدة المفاوضات.
استثارة عواطف المخدوعين تحت ذريعة مقاومة الاحتلال الصهيوني
مما سبق يتضح أن الرؤية الغربية فيما يخص سلاح "حزب الله" هو السعي الحثيث نحو ضمانات أكثر لتثبيت وجهة بوصلته بعيدًا عن الكيان الصهيوني، والسؤال الأبرز الآن: ما وجهة هذا السلاح ومن يستهدف في المقام الأول؟
هذا السؤال أجاب عليه حسن نصر الله في العام 1982م، حينما كان عضوًا تنفيذيًا في تنظيم "حزب الله" الإرهابي، فحينما سُئل عن شكل النظام الذي يريده "حزب الله" في لبنان، أجاب بقوله: "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني"، على حد تعبيره.
وعن علاقة "حزب الله" بما تسمى الجمهورية الإسلامية في إيران، قال: (أنا واحد من الذين يعملون في مسيرة "حزب الله" وأجهزته العاملة، لا أبقى لحظة واحدة في أجهزته لو لم يكن لدي يقين وقطع في أن هذه الأجهزة تتصل إلى الولي الفقيه القائد الملزم قراره، التصريحات الدبلوماسية والسياسية ليست هي الأساس في هذا المجال؛ فمن المستحيل أن يقف ما يدعى آية الله كروبي ويقول: "حزب الله جماعتنا في لبنان"، نعم هذا مستحيل، والحقيقة أن هذه المسيرة التي ننتمي إليها ونضحي فيها ونعرض أنفسنا إلى الخطر؛ إلا.. لأننا واثقون بأن هذا الدم يجري في مجرى ولاية الفقيه).
وحينما سُئل عن الأعلم بمصلحة لبنان، قال: "الأعلم الإمام الخميني"، وهل الولي الفقيه من يعين الحكام في البلاد الإسلامية ويعطيهم الشرعية؟ قال: "نعم لأن ولايته غير محكومة بحدود جغرافية.. ولايته ممتدة بامتداد المسلمين".
فاستراتيجية الحزب أن يأخذ لبنان لكي تصبح جزءًا من الجمهورية الإيرانية، إذًا وجهة سلاح هذا التنظيم الوحيدة: هي في وجه العرب والمسلمين، وكل ما يهدد الجمهورية الخمينية؛ فإن "حزب الله" لم يطلق ميليشياته نحو الكيان الصهيوني، وإنما أرسل عناصره إلى سوريا واليمن، وفرض سياسته وسيطرته على لبنان بقوة السلاح.
وقد بات واضحًا أن تنظيم "حزب الله" الإرهابي، أحد أذرع إيران العسكرية التي تمارس دورًا طائفيًا يخدم المشروع التوسعي الفارسي؛ وأما شعارات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني فهي مجرد لافتات دعائية تستغل سياسيًا في الداخل اللبناني وخارجه.
تلك الحقائق تستدعي موقفًا عربيًا موحدًا ضاغطًا لنزع سلاح التنظيم الإرهابي، الأداة الفاعلة في تنفيذ الأجندة الإيرانية، والتي جرّت الإقليم إلى بحر من الدماء، كما يستدعي الأمر توحيد كافة التيارات المناوِئة لتنظيم "حزب الله" الشيعي في الداخل اللبناني، لقطع كافة الطرق أمام إصدار تشريع أو قانون يشرعن سلاح الحزب.
أما هؤلاء الذين ما زالوا مخدوعين بـ "حزب الله" وبنادقه الصامتة تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الحرب الكرتونية في 2006م، ويروجون لأكذوبة أن سلاح التنظيم (سلاح مقاومة) إما عن اقتناع أو لمجرد الحصول على الدعم الإيراني المهول لشراء الذمم؛ فيقال لهم: (إن أرض الشام أكبر على إجرام التنظيم الإرهابي وزعيمه بحق أهل السنة).
وربما لا يغيب عن الأشهاد حينما اقتحمت جحافله مدينة القصير السورية لترفع على مساجدها لافتات طائفية دُوّن عليها "يا حسين"؛ كانت بمثابة إعلان لحرب طائفية تأكل الأخضر واليابس في سوريا؛ فمنذ دخول التنظيم على خط القتال مباشرةً، ارتكبت عناصره عددًا من المجازر المروّعة، أبرزها مجزرة بلدة العتيبة بريف دمشق، والتي قتل فيها أكثر من 175 مدنيًا كانوا يحاولون مغادرة الغوطة المحاصرة.
كذلك اقتحام ميليشياته في العام 2014م مسجد خالد بن الوليد في حمص ونبش قبره، وكتبوا على جدرانه عبارات شيعية طائفية، ورفعوا الآذان بصيغته الشيعية؛ والشواهد على إجرام الحزب وميليشياته كثيرة؛ لكن يبقى السؤال: متى نجد تحركًا عربيًا إسلاميًا لاستئصال السرطان الإيراني من جسد الأمة في لبنان؟
اقرأ المزيد
الحمد لله الذي خلق الخلق أجمعين ورفع منهم من استقام على صراطه المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين
إن ما يشهد به ويشاهده شعب المملكة العربية السعودية والعالم أجمع من جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز
قال الله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ
الحمد للهِ العظيمِ القادر، الفعَّالِ لِمَا يُريد، الذي خلَق فقدَّر، ودبَّرَ فيسَّر، فكُلُّ عبدٍ إلى ما قَدَّرَه عليه وقضَاه صائر، لا يُسألُ عمَّا يَفعل وهُم يُسئَلون، وأشهد أنْ لا إله إلا الل
تبذل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة في المملكة العربية السعودية بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، جهودًا كبيرة لنشر العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي الأصيل