تركيا وعلمنة الشريعة!


بقلم – أحمد محمد سعيد

 

لابد أن نعلم أن من مقتضي الإيمان بالله تعالى وعبادته؛ الخضوع لحكمه والرضا بشرعه والرجوع إلى كتابه وسنة رسوله عند الاختلاف في الأقوال والأعمال وسائر الحقوق؛ فإن الله هو الحكم وإليه الحكم فيجب على الحكام أن يحكموا بما أنزل الله ويجب على الرعية أن يتحاكموا إلى ما أنزل الله في كتابه وسنة رسوله قال تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".

 

وردًا على العلماني الطوراني بقوله ضرورة تحديث أحكام الشريعة الإسلامية لتناسب عصر العولمة الطوراني الإلحادي؟!؛ فنقول قال تعالي: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَتفيد أن دعوة رسول الله ﷺ المشتملة على كتاب الله تعالى؛ وسنته تشمل المكان والزمان فهي عامة لكل زمان ومكان وهي صالحة لكل زمان ومكان، فمن اعتقد أنها قديمة لا تصلح لهذا العصر نزلت لمكان معين أو زمان معين؛ فقد كفر بإجماع علماء المسلمين.

 

وإنما هذا سببه الانتماء إلى المذاهب الإلحادية كالشيوعية والعلمانية الطورانية (الماسونية) وغيرها من مذاهب الكفر؛ فإن هذه ردة عن دين الإسلام فإن كان المنتمي إلى هذه المذاهب يدعي الإسلام فهذا من النفاق الأكبر المخرج من الملة؛ فإن المنافقين ينتمون إلى الإسلام في الظاهر وهم مع الكفار قال تعالى: "الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا".

 

ونحن هنا نفرق بين الحكم العام وبين الحكم علي المعين؛ فربما يكون المعين معذور بالجهل أو الـتأويل كما بين بن حجر في الفتح، وإن كان هذا يظهر بجلاء في حركة حسن البنا الصوفي القبوري (الماسوني) الذي جمع في مذهبه كل باطل وكل منهج معوج الذين يستغلون الدين لخداع المسلمين وتوجيههم كي يثوروا علي حكامهم تحت ستار تحكيم الشريعة؛ رغم أنهم لا يتحاكمون إلى الشريعة من الأساس ويؤيدون المذاهب الإلحادية مثل الشيوعية والعلمانية الطورانية (الماسونية).

 

وها هي حركة حسن البنا الهدام في تركيا الدولة العلمانية (الماسونية) يدافع عنها ويؤيد نظامها الإخوان المفلسين فهؤلاء المخادعون لكل منهم وجهان؛ وجه يلقى به المؤمنين، ووجه ينقلب به إلي إخوانه من الملحدين، وله لسانان أحدهما يقلبه بظاهرة المسلمون والآخر يُترجم عن سِرّه المكنون: "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ".

 

وكما قال الشاعر :

كيف يبلغ البنيان يومًا تمامه .. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

 

نسأل الله السلامة والعافية من مضلات الفتن وأهلها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اقرأ المزيد

احذر يا معتز مطر!

أنصحك نصيحة لله أن تتقي الله في نفسك وتخاف عليها، فقد تجاوزت حدك

الإرهاب وطرق المواجهة

تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر

ملحد يقود قطيعًا !

الباشا الثوري محمد علي مفجر ثورة التصحيح وحامل هم الغلابة على عاتقه، الذي لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون أصلا

كلمة عن نشر البكائيات بسبب الإغلاق المؤقت للمطاف

فمع تداول صور المطاف وهو خال من الطائفين بسبب عمليات التعقيم والحفاظ على حياة الناس وصحتهم من انتشار وباء كورونا

همسة على أبواب رمضان

أيها الأخوة والأخوات في عالمنا الاسلامي وطننا الخليجي والعربي.

"إرهاب الأحباب".. نشأت في تركيا وترعرعت بالهند ومولتها بريطانيا

تبذل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة في المملكة العربية السعودية بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، جهودًا كبيرة لنشر العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي الأصيل

تعليقات


آخر الأخبار