مؤرخة تكشف أسباب استيلاء أوروبا على الدولة العثمانية


سلطت المؤرخة هيام عبده مزيد، عضو اتحاد المؤرخين العرب، الضوء على فصول مخفية في تاريخ الدولة العثمانية التي أصابها الضعف بسبب التصوف والبدعة، ما جعلها تقدم تنازلات كبيرة إلى أوروبا آنذاك، إضافة إلى انتشار الأضرحة والمزارات القبورية في جسد العالم الإسلامي.

 

وقالت المؤرخة هيام عبده مزيد: "كان معظم العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري قبيل دعوة الشيخ محمدبن عبد الوهاب محكومًا بالدولة العثمانية؛ وكانت الحالة السياسية بدأت على يد عثمان بن أرطغرل سنة 687هـ، وسقطت سنة1341هـ، ووصلت إلى ذروة مجدها السياسي في القرن العاشر الهجري وبسطت سلطتها على كثير من الأقطار الإسلامية، ودخلت جيوشها العديد من البلاد الأوروبية، أما في القرن الثاني عشر، فقد تدهورت أحوالها واضطربت أموره".

 

وأضافت: "وكان سلاطينها ـ في ذلك الوقت ـ من الضعف بمكان بحيث لم يكن لهم من أمر الدولة شيء، بل كان الأمر استبداديًا بيد وزرائهم ورؤساء الجيش الإنكشاري الذين لا يعرفون من أمور السياسة شيئًا، وفوق ذلك فقد كان سلاطينها في ذلك الوقت مع زعماء الدولة الآخرين قد اشتغلوا بالملذات والشهوات، وأهملوا شؤون الدولة، واهتم الكل بأموره الخاصة، وكان بعض الوزراء من عناصر أجنبية لا تهمهم مصلحة الدولة وعزها بقدر مصلحة أنفسهم".

 

وتابعت: "أما الولاة على أقاليم الدولة فقد ساءت إدارتهم، فهمهم الأكبر جمع الأموال من ولاياتهم على حساب شعوبها، مقابل ما بذلوه من رشاوى في سبيل حصولهم على إدارة هذه البلاد أو الولايات، لذلك لم يهتموا بتطوير ولاياتهم تلك، أو إقامة الأمن والعدل فيها، كما أن الحاميات العسكرية التي توجد في هذه الولايات المختلفة كانت تحدث من الفوضى والنهب عند تأخر رواتبها الشيء الكثير، وهكذا تأخرت الزراعة والتجارة والحرف".

 

 واستطردت المؤرخة بقولها: "وما زاد حال الدولة سوءً التدهور العسكري الذي منيت به في ذلك العصر، فقد أخذت دول أوروبا تتألب عليها من كل جانب، فقامت حروب بين الدولة العثمانية وبين دول"النمسا روسيا وبلونية والبندقية" انتهت بمعاهدة "كارلوفتش" المشهورة في يناير عام 1110هـ (1699م) والتي حرمت الدولة من كثير من ممتلكاتها في أوروبا، وقد زادت هذه المعاهدة من أطماع دول أوروبا في أقاليم الدولة العثمانية، وظهر ما يسمى عند المؤرخين بـ"المسألة الشرقية" أي تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية بين الدولة الأوروبية الطامعة، وهي مسألة تقوم على أساس الاستيلاء على البلاد الإسلامية باسم الاستعمار السياسي، وإخفاء ما ينطوي تحته من محاولة القضاء على الدين الإسلامي، لأنه هو الذي يقف في وجه هذه المحاولة الاستعمارية".

 

المصادر:

1. الإنكشارية: هم عماد الجيش العثماني، ويشكلون قوة ضخمة في الدولة، انظر: التاريخ الإسلامي، العهد العثماني، محمود شاكر، صـ 112.

2. انظر: رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، محمد السلمان، صـ 20ـ21.

اقرأ المزيد

"مفتي المملكة" يشيد بجهود وزارة الشؤون الإسلامية في خدمة الإسلام

أشاد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، على الجهود التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية

فوق هام السحب.. 16 إنجاز سعودي خلال فترة وجيزة

استعرض الدكتور نايف الوقّاع، المستشار والأكاديمي عضو منتدى الخبرة السعودي، الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية خلال فترة وجيزة.

الشيخ "المحيميد" يوضح مسؤولية العالم وطالب العلم في الفتن

ألقى الشيخ إبراهيم المحيميد، العالم السعودي البارز، الضوء على مسؤولية العالم وطالب العلم في وقت الفتن وشيوع شبه الخوارج

بالصور.. مدون إماراتي يكشف خفايا الحملة الإلكترونية القذرة ضد مصر

كشف إبراهيم بهزاد، المدون الإماراتي الشهير، خفايا الحملة الإلكترونية القذرة التي تديرها حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي

كيف تغلغل الإخوان في الجزائر واستطاعوا إحداث الفوضى؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قد يذنب الرجل أو الطائفة ويسكت آخرون عن الأمر والنهي؛ فيكون ذلك من ذنوبهم؛ فيحصل التفرق والاختلاف والشر

إدانة عربية وإسلامية لاستهداف الميليشيات الحوثية الإرهابية مطار أبها السعودي

أثبت النظام الإيراني أنه مستمر في عدائه لدول المنطقة، باستهدافه عن طريق وكلائه ميليشيات الحوثي الإرهابية، مطار أبها السعودي، بقذائف صاروخية

تعليقات


آخر الأخبار